مدونة الأستاذ الدكتور لخضر بن الحمدي


جريمة قتل الحسين عليه السلام

أ.د لخضرحمدي لزرق | Dr.lakhdar ben hamdi lazreg


23/06/2019 القراءات: 1899  


أما بعد: في مثل هذه الأيام -مناسبة عاشوراء-حدث في تاريخ هذه الأمة أمر جلل، وترويع لا مثيل له، وانتهاك للحرمات بصلَف وجلافة، حدث أنْ قُتِل ابنُ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه السلام ورضي الله عنه.
يُقتل الحسين عليه السلام أمام مرأى ومسمع من الناس، ويُقتل رضي الله عنه بأمر من حكام وأمراء، ويتجاوز المسلمون في فترة من فترات التاريخ كل العهود الإلهية، والمواثيق النبوية، التي تحرم الدم، وتحذر من انتهاك حرمة الإنسان، بل وتتوعد من فعل ذلك بالعقاب الدنيوي، والعذاب الأخروي.
خرج الحسين عليه السلام من أجل استرجاع الشرعية الغائبة، وثار عليه السلام على أولئك الظلمة، حين بدلوا أمر الشورى واستشارة الشعوب، إلى حالةٍ من الملكية الظالمة، التي ليس لها هم إلا التسلط على الناس، والاستقلال بالرأي، وتشريع كلّ أنواع الاستبداد!
حين استأثر يزيد بن معاوية بالحكم، وانتقل إليه من أبيه معاوية، وكان الابن رجلا ليس أهلا لذلك، وكانت القضية كلها-انتقال الحكم-من الخلافة الشورية، إلى الملكية المطلقة..أثار ذلك جمعا من الصحابة الثوريين، كعبد الله بن الزبير، والحسين بن علي رضي الله عنهما..
وخروج الحسين عليه السلام؛ كان من أجل أن ترد الأمور إلى نصابها، وأن ينال هذا الأمر الأكفأ، والأصلح، لا أن يكون حبيس أسرة أو عائلة أو طائفة!!
عباد الله نتكلم على هذا ونحن في أيام فاضلة من شهر الله محرم، شهر شرع النبي صلى الله عليه وسلم صومه، لمن استطاع، وخصوصا يوم عاشوراء، وفي مثل هذا اليوم العاشر من شهر الله محرم، استشهد الحسين عليه السلام على يد الطائفة الباغية الظالمة.
نصوم هذه الأيام استنانا بقول النبي صلى الله عليه وسلم، وعملا بما أرشد إليه، ونستحضر ونحن على هذه الحال تلك الأيام السوداء التي مرت على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، نستذكر أن الظلم ليس له مبرر ولو تقادم، وأن الظالم يبقى ظالما وإن مرت على فعله القرون.
نستذكر ونحن نصوم أن موسى عليه السلام فعل هذا الفعل حين نصره الله على الظالم فرعون، ونستذكر كذلك حين نصوم أن الله ناصر آل بيته، مهما فعل أعداؤهم، وتناسى البعض جرم آل سفيان، وأمسكوا عن بيان الحق والصدع به.
(ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد، وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب، وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد).
أقول هذا القول...
الخطبة الثانية
أما بعد: أيها المسلمون: التاريخ يكتبه القوي، والأمم المتحضرة ترجع إلى تاريخها لكي تمحصه، وتناقش أحداثه، وتنصف أبطاله..ومتى تحقق لها ذلك؛ استطاعت أن تمضي على ما نتج من مناقشات إلى سبيل الرقي والتحضر، والإنسانية بكل أبعادها.
أما أمة العرب؛ فإنها تفعل فعل النعامة حين تدفن رأسها في التراب..فرارا من مواجهة العدو، أو إكبارا لما فعله أسلافها من إجرام، وهكذا الأمر في كل ما يحدث في الثورات أو بعدها.
لنكن شجعانا حين نتناول تلك القضايا القاتمة، ولنتحدث بجراءة على أن تاريخنا فيه محطات قاتمة، لا بد من استيضاح الموقف فيها، وتبليغ الصواب للأجيال القادمة، كما ينبغي أن يكون عليه الحق والعدل.


مقتل، الحسين، عاشوراء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع