مدونة بكاري مختار


الفاتح الإسلامي الكبير طارق بن زياد في المصادر التاريخية.. الأصل والدور التاريخي - الجزء الثاني -

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


14/04/2022 القراءات: 1014  


تشير بعض المصادر إلى أن طارق قتل لذريق بنفسه وبعد الانتصار في هذه المعركة أرسل طارق قوات لفتح قرطبة وإلبيرة وسار بنفسه لفتح طليطلة عاصمة القوط.
وبفتح الأندلس خلد التاريخ اسم طارق بن زياد، فقد مهد الطريق أمام المسلمين ليحكموا تلك المنطقة زهاء 8 قرون لاحقاً.
كيف دخل الإسلام إلى الأندلس أول مراحل دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وهي الأندلس، إن عندما عبر طارق بن زياد وجيش المسلمين المضيق المُسمّى بمضيق جبل طارق، بأمرٍ من القائد موسى ابن نُصير في السنة 92 من السنة الهجرية. وتم فتح بلاد الأندلس في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان، رغم تَخَوُّف الخليفة من خوض المسلمين غِمار هذا الفتح، إلّا أنَّ القائد موسى بن نُصير طمأنه، ولمّا وافق على شرطِ الخليفة الذي نصّ على إرسال سرية استكشافية للأندلس قبل إرسال جيش المسلمين كاملا، و كان هذا الشرط صادراً من الخليفة الوليد بن عبد الملك، لحفظِ أرواح المسلمين، وتقليل حدّة المخاطر التي قد يقعون فيها في حال إرسالهم للفتح. وبعد نجاة السريّة الاستكشافية وعودتها بسلام، تم إرسال جموع جيش المسلمين مع القائد طارق بن زياد إلى الأندلس ونشبت العديد من المعارك بين المسلمين والقوط وكانت الانتصارات حليفة المسلمين. ثمّ بدأ الإسلام يدخل بلاد الأندلس شيئاً فشيئاً بمجرد فتحهم لها، وكان أهل تلك البلاد قبل انتشار الإسلام غارقين في الفقر، والجهل، والبؤس،
والظلم، إلى أن وصلهم الإسلام، فأخرجهم من الظلمات إلى النّور ومن الجهل إلى العلم، وقاد بلادهم إلى أسمى وأرقى أنواع الإزدهار الثقافي والعلمي والعمراني. مدة حكم المسلمين للأندلس استمرّ حُكم المسلمين للأندلس ثمانية قرون،[٥] وقد تعاقب على الأندلس عدد من الحُكّام الذين كان لهم الأثر الكبير في استمرار حكم المسلمين للأندلس، وأبرزهم ما يأتي: عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش.
هشام بن عبد الرحمن الداخل. الحكم بن هشام.
عبد الرحمن بن الحكم. محمد بن عبد الرحمن الأوسط. المنذر بن محمد. عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن.
عبد الرحمن الناصر لدين الله. الحكم المستنصر بالله. هشام المؤيد بالله. الحاجب المنصور. محمد المهدي بالله. سليمان المستعين بالله. عبد الرحمن المرتضى. عبد الرحمن بن هشام المستظهر بالله. محمد المستكفي.
هشام بن محمد المعتد بالله. يوسف بن تاشفين. يعقوب المنصور الموحدي.
سقوط الأندلس هناك عدد من العوامل التي أدّت إلى سقوط الأندلس، وبيانها فيما يأتي:
ضياع الإسلام شيئاً فشيئاً من قلوب المسلمين، ممّا أدّى إلى ظهور الفُسق والفجور وكثرة المعاصي، وانتشار الفساد بين الحُكّام والأمراء والعلماء. انغماس المسلمين بالترف وزيادة تعلقهم بملذات الدنيا وشهواتها، فتنافس الحُكّام في تشييد القصور الفاخرة، وزاد اهتمام المسلمين بالغناء، فاعتادوا الترف والرخاء مما شغلهم ذلك عن الجهاد. مصاهرة الأمراء للنصارى واتخاذهم كمُعينٍ لهم، إذ بيّن الله -تعالى- في كتابه عواقب مثل هذا الفعل:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ". تفرّق أمراء المسلمين وتشتّت كلمتهم، ممّا أدّى لضعفهم وتفشي الأعداء بين صفوفهم. إغراء أهل الأندلس بالمال من قِبل العدو، ممّا ساعد على سهولة الاستيلاء عليها.
أسباب سقوط الأندلس
يرجع سقوط الأندلس إلى الأسباب الآتية:
الانحراف والبعد عن شرع الله وعن المنهج الإسلاميّ القويم؛ حيث انتشر شرب الخمور، ولم يحاسب شاربها، كما انتشر اللهو، والغناء، والموسيقا، والجواري، وتسابق الأمراء في تقريب المغنيين والمغنيات منهم، وأقاموا للمغنيين قصوراً بجانب قصورهم، كما بنوا المدارس من أجل تعليم الموسيقا، والغناء. الترف، وانشغال حكام الأندلس في الإنفاق على المسكن، والملبس، والمأكل، وعدم اهتمامهم في الدفاع عن أرضهم وعرضهم. اندلاع النزاعات بين ملوك الطوائف، كما قاد هذا النزاع إلى نشوب النزاع بين المسلمين في الأندلس، فتنازع العرب مع البربر، وتنازع اليمانية مع القيسية، وكان نتيجة هذا النزاع مقتل عدد كبير من المسلمين، حيث فاق عدد القتلى أضعاف قتلى فتح الأندلس. تخلّف كثير من العلماء عن دورهم الدعويّ، والإصلاحيّ، وكذلك دورهم في الدعوة إلى الجهاد، إذ انشغلوا بالمسائل الخلافية وتجاهلوا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. التخاذل والتقاعس في جميع جوانب الحياة.
سقوط طليطلة تعرّضت مدينة طليطلة لهجمات عديدة من النصارى الذين عاشوا في عهد فرناندو الأول، وكذلك في عهد ابنه ألفونسو السادس، هذا فضلاً عن النزاعات المتبادلة بين ملوك الطوائف في المناطق المجاورة لمدينة طليطلة، فأدرك النصارى أنّ طليطلة هي واسطة العِقْد في الأندلس، وأن سقوطها سيؤدي إلى سقوط مدينة قرطبة، وبطليوس، وغرناطة، وإشبيلية، وهكذا حتى تسقط جميع المدن الأندلسية واحدة تلو الأخرى، وبالفعل كان سقوط طليطلة في شهر صفر عام 478هـ، ودخل ملك قشتالة ألفونسو السادس إليها، فخرجت من قبضة المسلمين، وأصبحت عاصمة للنصارى، واهتزّ العالم العربيّ والإسلاميّ في المشرق والمغرب على خبر سقوطها، وأخذ الشعراء يصوّرون ذلك، ومنهم الشاعر ابن عسال الذي يقول: يَا أَهْلَ أَنْدَلُسٍ حُثُّوا مَطِيَّكُمُ فَمَـا الْمَقَـامُ بِهَـا إِلاَّ مِـنَ الْغَلَطِ الثَّـوْبُ يُنْسَـلُ مـِنْ أَطْرَافِهِ وَأَرَى ثَوْبَ الْجَزِيرَةِ مَنْسُولاً مِنَ الْوَسَطِ مَنْ جَاوَرَ الشَّرَّ لاَ يَأْمَنْ بَوَائِقَهُ كَيْفَ الْحَيَـاةُ مَـعَ الْحَيَّاتِ فِي سَفَطٍ


طارق بن زياد، الأندلس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع