تركيب الصورة


تركيب الصورة: المادة، الوظائف الجمالية للمادة، ثنائية المادة والصورة

فاطمة سعد الحيح | Fatima Saad Alheeh


18/03/2022 القراءات: 1191  


المادة
المادة (الألوان والمساحات)
إن المادة قد تكون صوتاً أو لفظاً أو حركة أو حجارة أو غيره، ولا تأخذ سمتها الفنية إلا بعد أن تتناولها يد الفنان ، والفنون التي يشعر فيها الفنان بمقاومة أكثر مما يشعرها في أي فن آخر ، إنما تتمثل بكل من فن العمارة وفن النحت ، ولابد للمادة من أن تبدي كل ثرائها الحسي على يد الفنان وأن تتضافر سائر العناصر المادية الموجودة في تركيبة المادة على خلق ذلك المحسوس الجمالي. (الحسيني، 2021)
يعتقد سانتيانا أنه بمجرد اختفاء العنصر المادي من أي موضوع جمالي فإن الانفعال المرتبط بهذا الموضوع لا بد أن يصبح سطحيا وضعيفا، إن لم يختف تماما. رغم أن ليست كل المنازل المبنية بالرخام جميلة إلا أن المادة هي بداية الجمال كما الحس بداية المعرفة؛ فالمادة هي الدعامة الأساسية لكل ظاهرة جمالية. (حيدر، 2001، صفحة 119)
وجمال المادة هو الذي يقوم عليه الجمال الأسمى سواء في الموضوع الذي لا بد لشكله ومعناه أن يتجسما في شىئ محسوس أم في ذهن المشاهد حيث تظهر الأفكار الحسية أولا. (سانيتانا، 2011، صفحة 605)
الوظائف الجمالية للمادة
ويذكر (حجاج، 2014) أن الوظائف الجمالية للمادة هي:
1- أن تكون قابلة للتطويع
2- أن يكون لها قدرة على جذب الحواس اليها.

ثنائيَّة المادَّة والصورة
لا يمكن النظرإلى مفهوم الصورة بمعزل عن المادة "فالمادة عند المفكِّرين الإغريق الأوائل تلتبس بعلم الطبيعة physics وهي كل ما يجب تحويله بفعل العمل الإنساني، أرسطو جعل منها مفهومًا مجردًا عارَضَ به الصورة من أجل التأكيد على ذلك الكمون في موضوع الجسم الذي تجسِّده تلك الصورة (دروزي و روسل، 2022). فالمادة عند أرسطو هي المعنى المقابل للصورة ولها بهذا الاعتبار وجهان:
1. الهيولي (المادة الأولى): وهي دلالة المادة على العناصر غير المُتعيَّنة التي يمكن أن يتألف منها الشيء ، وهي إمكان محض أو قوة مطلقة لا تنتقل إلى الفعل إلا بقيام الصورة فيها.. ويقال هيولي لكلِّ شيء من شأنه أن يقبل كمالاً ما، أو أمرًا ليس فيه فيكون بالقياس إلى ما ليس فيه هيولي وبالقياس إلى ما فيه موضوع.
2. دلالة المادة على المعطيات الطبيعية والعقلية المعيَّنة التي يعمل الفكر على إكمالها وإنضاجها، فكل موضوع يقبل الكمال بانضمامه إلى غيره فهو مادة، وكل ما يترتب منه الشيء فهو مادة لذلك الشيء حسيًّا كان أو معنويًّا.(صليبا، 1982، صفحة 307)
الفلسفة الحديثة رفضتها، معتبرة أنها ميتافيزيقيا مجردة لا وجود لها في الحياة إذ لا يمكن فعليا فصل حديها الممتزجين. فالصورة هي المادة والمادة هي الصورة.) (العيسى، 2020، صفحة 21)


تركيب الصورة، المادة، الصورة الفنية، ثنائية المادة والصورة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع