مدونة فاطمة عيسى محمد


التطوع في الأزمات بين الاختيار وثقافة التطوع

الدكتورة : فاطمة عيسى محمد | Dr.fatma Essa Mohammad


14/11/2020 القراءات: 3541  


التطوع في الأزمات
في ظل الأزمة الصحية العالمية التي نعيشها والحاجة الماسة لتطوع أفراد المجتمع اعتمد مجلس الوزراء تشكيل اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات ، والتي تهدف إلى تطوير منظومة العمل التطوعي في الدولة لتكون منظومة متكاملة ومستدامة، عن طريق التعاون مع مختلف الأطياف المعنية بالعمل التطوعي في دولة الإمارات.
وصدور هذا الأمر من القادة لاشك أنه في صالح العمل التطوعي ليثبت لهذه الفرق أنه لاأحد يساوم على الوطن وأن المساهمة في هذا العمل التطوعي هو واجب وطني ، ولاشك أن تشكيل هذه اللجنة هو دعم من الحكومة للعمل التطوعي الذي يعيش مرحلة الاحتضار في بعض الفرق والجهات التطوعية لضعف الإدارات المعنية أو انعدام الحماس والتحفيز لأعضائها ، أو قلة الدعم المادي ، فالتطوع في بعض الفرق والجهات يعيش حالة من الفوضى والتناقض ، والتنافس غير الشريف أحيانًا ، وفي بعضها يهدف إلى الوجاهة الاجتماعية.
و اللجنة تهدف إلى تقديم كامل الدعم المطلوب للمتطوعين وجهات التطوع وتنسيق العمل فيما بينها ، ولاشك أنها ستمثل انحسارًا لبيروقراطية بعض الإدارات التطوعية ، فلاشك أن عملية التنسيق مهمة في تنظيم العمل التطوعي بعد أن بات التطوع سلعة عند بعض أصحاب الرخص التجارية ، الذين يستغلون حماس الشبيبة إن صح التعبير بطريقة أو بأخرى ، والعجيب أن البعض يشتكي من عدم الحصول على مكافأة على تطوعه مع بعض الجهات والفرق، مما يؤدي إلى عزوفه عن تكرار المشاركة ، فنجد قائمة عريضة من المسجلين لكن عند الحاجة (فص ملح وذاب) ، البعض يطمع بشهادة والبعض الآخر يطمع بالمادة ؛ وهذا يتنافي مع منظومة العمل التطوعي الذي هو في الأصل طاعة لله تعالى لخدمة المجتمع أولًا ثم طاعة لأولي الأمر .
فنحن مازلنا بحاجة إلى مزيد من الوعي بأيدلوجية العمل التطوعي وأهدافه النبيلة بالتزامن مع الحملة الوطنية للتطوع ، ولاننقص من جهد بعض الجهات التثقيفية لكن المتلقي غالبًا من الفئات المثقفة والواعية بمعنى التطوع ونفتقد الفئات المعنية بالتثقيف، فالتثقيف لابد أن يسبق الاختيار ولابد من توظيف الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التى بالكاد نرى بيتاً يخلو منها لنستطيع أن نبث الرسائل الإيجابية لمعنى التطوع وأهدافه .
لاشك أن في الأزمات يهب الجميع للتطوع بدافع وطني لحماية سفينة المجتمع من الغرق بكل ما أوتي من قوة وعزيمة وقد شهدنا الكثير من هذه الوقفات من شباب الوطن وشاباته بل حتى من كبار المواطنين المستعدين لتقديم الغالي والنفيس من أجل الوطن .
اللجنة بدأت بالدعوة إلى تفعيل منصة التطوع لاستقبال طلبات التطوع وقت الأزمات ، وأكدت قيامها بالإشراف على عمل كل الجهات التطوعية على مستوى الدولة خلال الأزمات وتقديم الدعم اللازم لضمان صحة الفئات التطوعية وسلامتهم بالتنسيق مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية بهدف توحيد الحملات التطوعية خلال الأزمات .
وبدورها قامت الوزارة المعنية من واقع مسؤوليتها الوطنية وحرصها على تعزيز الشراكة والمسؤولية المجتمعية بالإيعاز إلى إدارات الجمعيات ذات النفع العام بإطلاق الحملة الوطنية للعمل التطوعي بالتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ، وتدعو فيها جميع منتسبي الجمعيات وأعضائها إلى التسجيل للمشاركة في هذه الملحمة الوطنية بهدف تعزيز جهود الجمعيات في الدولة ، ونحن إذ نثمن هذه الجهود وهذا الاهتمام نأمل أن يستمر توحيد الأعمال التطوعية مستقبلاً.
وهذا الجهد مفخرة لكل متطوع أن يشارك لينال شرف المسؤولية في خدمة الوطن في هذه الظروف . ويد الله مع الجماعة وبتضافر الجهود نصنع المستحيل.

الكاتبة/ الدكتورة فاطمة عيسى
عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للتطوع


التطوع ،الأزماتـ ، أيدلوجية العمل التطوعي، التثقيف،المسؤولية الاجتماعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع