مدونة هالة حمد عثمان الزبير


دور المؤسسات التعليمية في زيادة الوعي السياحي في السودان

هالة حمد عثمان الزبير | Hala Hamad Osman


29/08/2022 القراءات: 591  


دور المؤسسات التعليمية في زيادة الوعي السياحي في السودان.

في القولد التقيت بالصديق..
أنعم به من فاضل صديق..

من جميل وعديد مااذكره تماماً من مراحلي الدراسية عندما قالت المعلمة ونحن ف الصف الرابع الابتدائي في نهاية الحصة
(ماتنسوا بكرة تكلموا أهلكم زي ماقلت ليكم و تجوا بشنطكم عشان مسافرين )
لم نستطع يومها النوم من شدة الحماس، في اليوم التاني ف الحصة المميزة عن سبل كسب العيش في السودان كنا مستعدين تماماً للقيام بتلك الرحلة ف ربوع وطننا الحبيب متعرفين على مدنه وقراه المختلفة، أهله ،طعامهم وبيوتهم.
كلما تفكرت ف أمر السياحة في السودان تقفز الي ذهني صورة معلمتي ف حماسها ذاك وهي تنادي:
(يلا سريع اركبوا القطر بدأ يتحرك)
منذ تلك الحصة وانا اتمنى ان ازور القولد، الجفيل، بابنوسة وان اتذوق طعام البفرة.
نتفق جميعنا دون شك على تمتع السودان بالكثير من المقومات السياحية بصورها المختلفة التي يمكن أن تساهم ضمن مساهماتها الكثيرة ف نقلة اقتصادية كبيرة للدولة ولمواطنيها. كما يساهم الوعي السياحي في ترسيخ الوطنية وارتباطنا كسودانين بالوطن ومن ثم حماسنا ومساهمتنا جماعات وفرادي في تنميته ورفعته.
و مما جاء في تعريف الوعي السياحي انه: إدراك الفرد للحقائق والمفاهيم والمهارات والاتجاهات والقيم الإيجابية المرتبطة بالنشاط السياحي.
وأيضاً :
احساس داخلي للفرد يدعوه لنشر حضارة مجتمعه ولغته وثقافته وانظمته مع وجود استعداد لتقديم اي تيسيرات لتنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية بعيداً عن أي تعصب ديني أو سياسي أو عرقي.
من التعريفات أعلاه يتضح انه رغم المجهودات المبذولة المتناثرة هنا وهناك من جهات مختلفة فإن هناك قصور ما في وعينا السياحي. وعلى الرغم من اتفاقنا على مكتسبات السودان السياحية فإننا نعي تماماً ان السودان لايصنف ضمن الدول السياحية والأنشطة فيه ليست مساهمة في الاقتصاد . فالمشكلة موجودة وعلى الجميع المساهمة ف حلها، كل حسب مايتوفر له من إمكانيات وظروف مساعدة.
ومن هنا يأتي الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات التعليمية على صعيد ترسيخ ثقافة ورفع الوعي السياحي خاصة ونحن نأمل أن يكون شباب هذا الجيل ممن يبتدرون انشطة و مبادرات داعمة في هذا الجانب . فقديماً كانت ومازالت المؤسسات التعليمية تساهم من ضمن أهدافها العظيمة والكبيرة ف نشر الوعي بالكثير من القضايا المجتمعية والتربوية وغيرها.
فقد قال أحمد شوقي:
فعلم مااستطعت لعل جيلا سيأتي
يحدث العجب العجابا
وحتى لانصعب الأمر على أنفسنا بقيود الامكانيات الضعيفة فيمكن ان نضع تصورات بسيطة لعلها يوما ترى النور أو من يضع تصورات بديلة تجد حظها من التنفيذ.
و يمكن أن تعزز مؤسساتنا بمراحلها المختلفة من خلال احد أركان العملية التعليمية المتمثلة في: المناهج الدراسية، المعلم والإنشطة اللاصفية.
إذا نظرنا للمناهج الدراسية وهذا امر كبير ويقف عليه علماء في مجالاتهم ونحن لاننكر طبعاً ان المناهج ف المراحل المختلفة تحتوي على العديد من المعلومات عن تاريخ وجغرافيا السودان وبالتالي يزيد من إمكانية انتشار السياحة، رغم ذلك فإن معاني ومفردات خاصة بالسياحة قد تكون قليلة، وهناك دراسة تحليلية متميزة عن مفاهيم السياحة ومقوماتها في منهج الجغرافيا والبيئية للصف الثالث الثانوي والدراسة منشورة في مجلة الجزيرة للعلوم التربوية والإنسانية. وخلصت الي ان السياحة الطبيعية تاتي اولا ثم الاقتصادية وأخيراً السياحة التاريخية.
واذا كان من الصعوبة إحداث تعديلات أو تغييرات ف المنهج لإفراد مساحة اكبر عن السياحة ف السودان فيمكن لوزارة التربية ان تساعد من خلال شراكة مع وزارة السياحة في امرين :
- اصدار دليل ارشادي للتعريف بالمعالم السياحية مصنفة يوضع في المدارس أو الادارات التعليمية بالمحليات ليسهل الوصول اليه من الطلاب الراغبين في الحصول علي معلومات سياحية.
- إقامة ورش توعوية للأساتذة ف المدارس عن أهمية السياحة والمعالم السياحية وغيرها.
ثم عقد شراكات مع وكالات السفر والسياحة لتنظيم رحلات طلابية بصورة دورية الي مناطق السودان المختلفة مما يعزز من أهمية السياحة لدى طلاب المدارس ومن ثم نشرها والتعريف عنها فمن رأي ليس كمن سمع.
ثم الركن الثاني وهو المعلم وبالطبع من أهم المكونات وأكثرها ديناميكية
مما اتصوره ان المعلم يمكن أن يساهم بالكثير في قضية زيادة الوعي السياحي من خلال:
- رسم صورة ذهنية إيجابية للطلاب عن طريق ربط موضوعات المواد الدراسية بقضايا السياحة بالقدر المتاح والممكن.
- تحفيز الطلاب للقيام بابحاث بسيطة عن السياحة ومعالمها وكل مايتعلق بها وذلك حسب مرحلتهم الدراسية مستفيدين من الوسائل التقنية الحديثة.
- الإشراف على جمعيات طلابية تنشأ في المدارس خاصة للتعريف بالسياحة.
- الاستفادة من حصص المكتبة (اذا كانت لاتزال موجودة) في
اقتراح العديد من الكتب التي تقدم معلومات عن السياحة أو معلومات تاريخية تساعد معرفتها في تعزيز الوعي بالقطاع السياحي.
وأخيراً الأنشطة اللاصفية واكيد دورها كبير وخطير فنجد ان الطالب يتحمس بصورة كبيرة لكل المهام والأفكار التي ترد في اي نشاط لاصفي.
ويمكن هنا أن نقترح :
- رحلات طلابية ضمن الشراكة السابقة مع وكالات أو شركات تعمل في المجال.
- جرائد حائطية خاصة أو تحتوي على موضوعات عن السياحة.
- مسابقات وألعاب تشجع على نشر ثقافة الوعي السياحي.
- مسرحيات واعمال إبداعية للتعريف بمناطق السودان المختلفة معالمها، تراثها، قبائلها ولهجاتها.

التحية و التقدير لموقع رحال بوينت والقائمين عليه لالقائهم حجر في بركة الساكن عن أمر السياحة في السودان
(في الحقيقة دا ماحجر واحد دي صخور عديل)
التحية والتجلة لمعلمي بلادي وهم ينشرون الوعي والعلم والمعرفة.

ودعته والأهل والعشيرة
ثم قصدت من هناك ريرة


السياحة في السودان، المؤسسات التعليمية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع