الوجود و الهوية بين الإختيار و الجبر(2)
عمران بن شعبان بومنجل | omrane ben chaabene bouminjel
04/11/2020 القراءات: 1677
متى نولد ؟ هذا أيضا قطعي الدلالة على بداية التقويم و الحساب في كتاب المرء ، هكذا يبدو .. لكن ماذا إذا قيل لك أنك في الحرب إكتشفت الحياة أو أنك في السلم إستبشرت بها أيلزمك أن تكون جنديا و محاربا مدافعا عن زمان قومك و حارسا لفصل حياتهم أم أنه محتوم عليك أن تحمل راية السلام بين عاتقي قلبك و عقلك تعليما و بحثا و اكتشافا و تضامنا و.. و ... حتى الزمان حدد لك المستقبل . لكن ما حقيقة ان تولد في يوم كذا و كذا ربما بلا معنى أو متجاوزا له عكسيا يعني أنك صرت من ماضي الزمان لا من مستقبلك و حاضرك فتأريخ لك ليس سوى دفئ على نار بعد ماانطفأت... لذلك جهل العديد مولد العظماء تحديدا و رسخوا في سلم الحضارة موتهم ، فشرفهم لم يولد معهم... ربما قد تكون يوما مثلهم : شريف المقابر مجهول النشأة... إذا قد تجيب كيف نولد؟ عن بعض التشويش الفكري. هنا يتبادر إلى الذهن مرفأ حطت فيه كل أدوات الجراحة قدما لاستئصال بضع من الكل أو أكثر تلميحا عن فصل علاقة تفاعلية تحت وطأة الإتساع و الطمأنينة في أكثر الأماكن ضيقا : الرحم ... كل هذا تحت الرعاية الطبية و بين تقرير للوجود من اليوم أم منذ تلك اللحظة اليائسة لجبر الإنفصال بين الأم و الجنين. لكن السؤال لا ننسى أنه بكيف . فشتات الإجابة من شعوذة السؤال..العودة إلى كيف حين المنشأ لا مناص منه و لا هروب عنه فكيفية النشأة تنقش بين أذرع التاريخ الإنساني كوكبة من المفاهيم أقلها : أنثوية او ذكورية المولود . حينها تسطر لك الحياة أيضا أن تعيش بطابع الرقة و الحياء و هشاشة المبدأ و القرار أو أن تكون ذكرا تسبح على قنطرة الغلظة و التملك المزعوم لإثبات الأنا بقطع النظر عن الآخر فوجودك ميؤوس منه إلا إذا اشتركت في حرب للمقاومة بين مقارنة مع الآخر الأنثوي أو تسلطا عليه رافضا بموجب الوهم أحقية المساواة بينكما. كذلك كيف للمنشأ تحرك فينا سؤالا سطحيا عمق الأرض جزء منه : أولدت سليما أم ...هنا لا تدخل أو لا دخل للفرد فيما يكون .. فهو نتاج تفاعل جيني بين ما يلزم أن يكون و ما أفضل ما يكون ... كل التفسيرات لا تكفي فالعافية كما السقم يجب أن يكون .. فكيف إذا كان الأمر تحت أصابع إختيارك . مؤكد أنك تنحاز إلى السلامة بشتى أنواعها رافضا ضمنيا كل خلل خلقي و في هذا تعدي صارخ عن حرية اللاسليم في الوجود أو رغبة في إقصائه دون مزحة أن تلتف بهشاشة إنسانيتك حول إعطائه حق أن يكون. ربما... لكن البدعة أن تدعي أن يوجد كما يريد أو بالأحرى أن يكون كما نريد له ان يكون دون إستقلالية في المبدأ أو إنحياز لحرية الفرد في تقرير المصير ..لا نقول أن القرعة ظلمت لكن الحكمة حكمت.
الوجود و الهوية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة