مدونة ابن البوادي د. برير الرضي محمد تيراب
من لطااائف العرب - في الجود والبخل
د. برير الرضي محمد تيراب | Preer alradiy Mohammed Tirab
22/06/2020 القراءات: 6919
من لطائف العرب :
وما طردناك من بخل ولا قلل .. لكن خشينا عليك وقفة الخجل !!
لهذا البيت قصة جميلة
شاب ثري ثراءً عظيمًا كان والده يعمل بتجارة الذهب والياقوت .. وكان الشاب يؤثر على نفسه أصدقاؤه أيما إيثار .. وهم بدورهم يجلونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له ..
ودارت الأيام دورتها وشاء الله أن يموت والد الشاب وتفتقر العائلة افتقارًا شديدًا...
فبدأ الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي - أيام رخائه - فعلم أن أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه أكثرهم مودة وقربًا منه قد أثرى ثراءً لا يوصف ...
وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال، فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملًا أو سبيلًا لإصلاح حاله ...
فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة ..
فذهب الخدم وأخبروا صديقه بذلك ، فنظر إليه من خلف ستارٍ ليراه، وقد بدا شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر .. فلم يرض بلقائه، وأمر الخدم أن يخبروه بأن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد .
فذهب الرجل والدهشة تأخذ منه ماخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت .وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدًا عن الوفاء،
وتساءل عن الضمير كيف يمكن أن يموت
وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض، ومهما يكن من أمر فقد ذهب بعيدًا
وقريبًا من دياره صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء فقال لهم ما أمر القوم ؟
قالوا له :
نبحث عن رجل اسمه فلان بن فلان وذكروا اسم والده
فقال لهم : إنه أبي وقد توفي منذ زمن، فتأسفوا وذكروا أباه بكل خير،
وقالوا له :
إن أباك كان يتاجر بالمجوهرات وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة، فأخرجوا كيسًا كبيرًا قد ملئ مرجانا ، فدفعوه له ورحلوا، والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع ... ولكن تساءل أين اليوم من يشتري المرجان .. فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء
والناس في بلدته ليس فيهم من يملك شراء قطعة واحدة مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير
فقالت له :
يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم ، فتسمّر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث
فقالت: أريد أحجارًا جميلة الشكل ومهما كان ثمنها .
فسألها إن كان يعجبها المرجان .
فقالت: نعم المطلب، فأخرج بضع قطع من الكيس ، فاندهشت المرأة لما رأت.
فابتاعت منه قطعًا، ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد .
وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر ، وعادت تجارته تنشط بشكل كبير ..
فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما أدى حق الصداقة ، فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق جاء فيهما :
صحبت قومًا لئامًا لا وفاء لهم يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني مذ كنت رُبّ غنى وحين أفلست عدوني من الجهل
فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب على ورقة ثلاثة أبيات وبعث بها إليه جاء فيها :
أما الثلاثة قد وافوك من قِبلي ولم تكن سببًا إلا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي وأنت أنت أخي بل منتهى أملي .
وما طردناك من بخل ومن قلل لكن خشينا عليك وقفة الخجل
الجود - البخل - الصداقة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
قصة مليئة بالحكم و المروءة و القيم سيدة تلك المواقف اولا: معنى الوفاء . ثانيا : مراعة شعور الاخرين . والعديد من القيم 👍🏽
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. استاذ برير الرضي.. رضي الله عنك.. اسلوب القصة من الاساليب القرآنية والنبوية الدعوية.. وفيها عنصر التشويق والإثارة.. وفيها العظة والعبرة.. جزاك الله خيرا.. وزادك علما وتقى ورفعة وتوفيقا.
رائع أستاذ برير ... أتحفنا بهذه اللطائف .
جزيتم عنا خير د. مصطفى عبد الله د. محمود على عبدالله أ. مريم رمضان الهوساوي لما تفضلتم به من إثراء على البوست مما ذاده روعة وجمال. تحياتي لكم ولكل مرتادي منصة أريدا
السلام عليكم للمعلومة فقط اخي الكريم ان هذه القصة كتبتها نهاية سنة ٢٠١٢ ونشرتها وقتها على الفيس بوك وانتشرت انتشارا هائلا لكن للتاريخ فاني انا كاتبها ونُشرت لي ضمن مجموعة قصصية تحت عنوان ألباب واغتراب اخوكم د.صباح علاوي السامرائي