القبول بالمجاملات الوهمية
د .عبد الجبار سعد | abdaljabbar
01/01/2024 القراءات: 626
القبول بالمجاملات الوهمية
تشتمل ثقافتنا على ملفوظات ترسخ قبول المجاملات حتّى وإن كانت تملقا ، فنجد في موروث الأمثال الشعبية قولهم ( إذا عزّوْك انعزْ لتمشي وتنهز ) أي تقبل مجاملات الناس حتّى وإن كانت تخالف ما أنت عليه في ذاتك ، وهو ملفوظ له طابع نفعي يقوم على مجابهة المجاملة بمجاملة ، وقد يقال أنّ قبول تلك المجاملة قد يترك في النفس أثراً ويجعلها تتغير نحو الأفضل وتحقق ما يراه الناس فيك من جانب إيجابي ، أو يكون ذلك من حسن ظن الناس فيك ، وفي الحقيقة لايمكن إنكار وجود ذلك ، كما لايمكن إنكار الإيهام الذي يحققه ذلك القبول ، فتمرير المجاملات وخطاب التحسين الذي يقدمه الناس ، مع العلم بوجود ذات تخالف ذلك هو القبول بتسويق زائف وتحسين وهمي ، وسيحقق ذلك القبول الخطوة الأولى في ترسيخ (ثقافة مرائية ) تسعى في تحقيق وجودها عبر الزائف والوهمي .
إنّ القبول بالصورة الإيجابية التي تقدمها المجاملات الفارغة من الناس ، هو قبول بالصورة التي نريد الظهور بها أمام المجتمع ، لا القبول بحقيقتنا ، بل قد نقتنع مع تكرار تلك المجاملات بوجود تلك الصفات فينا ، فنقع في فخ الإيهام الذي يتناسب مع رغبتنا في الظهور بالمظهر الإيجابي ، وننسى حقيقتنا المخالفة تماماً لذلك الظهور الزائف
مجاملات - قبول - ثقافة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة