مدونة د .عبد الجبار سعد


جمالية (الشائع التافه )

د .عبد الجبار سعد | abdaljabbar


10/01/2021 القراءات: 1152  


جمالية (الشائع التافه ) ينتشر الأمر التافه ويتلقفه المجتمع ويردّده بل قد يعطيه (شرعيّة جماليّة) تجعلنا نتراجع أمام ضغط ( التعويد والتردّيد ) لنعطيه نسبة من القبول . وعينة (التافه) الذي نقصده هنا هو كلّ ما يتعلّق بالفن ويقع ضمن إطار الحكم الجمالي . إنّنا نشاهد اليوم بصورة واضحة وفاضحة شيوع وانتشار التافه من الأشعار أو الأغاني حتّى أنّ قوة الشيوع تلك تقف وبكل صلابة لتحاجج بشرعية (التافه) الجماليّة . إنّ الشيوع وحده لا يمنح فناً ما قيمة جمالية ، فهو لا يغيّر من بنيته الموضوعيّة ، فالشيوع قد لاينطلق من العمل ذاته بل تحرّكه عوامل آنية متغيّرة . لمحاولة تفسير انتشار التافه يجب أن نرجع إلى طبيعته وطبيعة المتلقي الناقل ، وطبيعة الوسيط ، فالتافه في سياق العمل الفني هو محاولة عاريّة من المنطق الفني ، قد تحرّك شيئا في الطبيعة الإنسانية لكنها لا تستهدف العقل ، أما الوسط المتلقي للتافه فهم عموم الناس ، وهذا العموم يتصف كما يقول المفكر الألماني (شامور) بإحجام اختيار الفكرة بصورة منطقية ، ويميل إلى العادة والعاطفة ، أمّا الوسيط ، فهي وسائل التواصل الاجتماعي التي تمتاز بزخم المعروض الفائض عن إمكانية الوقت ، وهذا الوسيط أدي إلى تكييف ذوق المتلقي (عموم الناس) ليختار المحتوى السريع ، والسرعة تتطلب عدم فهم أو تأمل أو محاورة المحتوى عقلاً ،لذلك يعوّض المتلقي عن ذلك بالمحتوى الذي يثير الجانب الحركي والعاطفي حتّى لو كان فارغ المعنى ومعدوم المنطق . إنّ العمل الذي يتطلب تأمّلاً، ويثير حواراً فكرياً قبل أنّ يشبع الرغبة الجمالية ، لا يلائم عموم المتلقين الذين حوّرهم الوسيط الناقل ليتلقفوا ما يمتاز بالسرعة، ولا يعمل بصفة معوّق زمني أمام تدفق المحتوى ومحدوديّة الزمن .


جمالية الشائع التافه


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


اديني ف العايق وأنا أحبك يا ننس


احسنت الكلام دكتورنا الكريم بوركتم