مدونة د .عبد الجبار سعد


جذور القبلية في ثقافة (الواسطة أو المحسوبية)

د .عبد الجبار سعد | abdaljabbar


14/01/2021 القراءات: 1162  


جذور القبلية في ثقافة (الواسطة أو المحسوبية)

المفاهيم المهمة التي تسود في نظام القبيلة وجود حقّ للفرد تجاه أفراد القبيلة بالنجدة والمساندة مهما كانت الأسباب ، ودون اعتبار كون من يطلب النجدة صاحب حقّ أو ظالم متعدٍ ، فهم :
لا يَسألونَ أخاهُمْ حينَ يندبُهم ... في النّائباتِ على ما قالَ بُرهانا
فهناك التزام مطلق تجاه القبيلة وأفرادها .
نجد هذا الالتزام متجذّراً في ثقافة (الواسطة أو المحسوبية) ، فمن لديه قرابة أو شخص من القبيلة في منصب معيّن سيشعر أنّ له الحق والأفضلية ، في طلب ما يريد بغضّ النظر عن مشروعية ذلك الطلب ،فصاحب المنصب له التزام قبلي تجاه ذلك الشخص ، وعليه أن ينتخي لطلبه ، ولا يسأله على ما قال برهانا ، فمشروعيّة الطلب من عدمه تسقط أمام الالتزام القبلي .
وهذا الالتزام لا ينحصر على رابطة القبيلة ، بل تسرّب إلى من يشتركون في تفكير سياسي معيّن ، فالفرد في الحزب له حق تجاه أفراد حزبه يمكّنه من طلب النجدة للمساعدة في تحقيق مراده بغض النظر عن مشروعيته ، فالحزب السياسي تبنى ثقافة الالتزام القبلي ؛ ليجذب الأفراد والمناصرين ، عن طريق تحقيق ترابط والتزام يماثل الالتزام القبلي المتجذّر في عقلية الفرد .
إنّ ثقافة ( الواسطة والمحسوبية ) تقوم على وجود التزام مطلق ضمن إطار علائقي معيّن ، وهذا أهم أساس قامت عليه القبلية .


جذور - الثقافة _ المحسوبية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع