مدونة أ. د. محمود أحمد درويش


دور الإعلام في حماية التراث والممتلكات الثقافية (1)

أ. د. محمود أحمد درويش | Mahmoud Ahmed Darwish


14/12/2022 القراءات: 1071  


ملخص
يتناول البحث دور الإعلام في حماية التراث والممتلكات الثقافية من خلال أربعة محاور: الأول: تعريف الممتلكات الثقافية تعريفا شاملا يشمل التراث والثقافة والآثار والحضارة، والثاني: حماية الممتلكات الثقافية في فترات النزاع المسلح، والثالث: تدمير الممتلكات الثقافية العربية (العراق نموذجا)، والرابع: الإعلام الجديد والممتلكات الثقافية في ظل للعولمة.
يهدف البحث إلى إبراز:
1. التداعيات والمخاطر التي تحيط بالثروة الحضارية والثقافية في الدول العربية (ومنها العراق على سبيل المثال)، والذي اتخذ أشكالاً ممنهجة في تدمير الآثار التاريخية والمواقع الدينية.
2. سيطرة الإعلام الغربي وتحيز الوكالات الغربية ضد الدول العربية، وسيطرة المصادر الإخبارية المصورة على الأخبار العربية.
3. دور التوعية الإعلامية التي تتلخص في تعريف المواطن بأهمية الممتلكات الثقافية وانتهاز الفرص لإثارة اهتمامه بالتراث الحضاري وإشعاره بالمسئولية.‏ من أجل تكوين هوية الفرد الوطنية وتعزيز انتمائه إليه.
4. إشراك الشباب في تحمل مسئولية حماية التراث الحضاري الأثري، وهو أول أسس تكوين الهوية الوطنية، في مواجهة تأثير الفضائيات المعادية وشبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها من الوسائط الإعلامية المهيمنة، والتي أصبح جزء كبير منها يشكل خطراً على الهوية الوطنية.
يتبع البحث المنهج الوصفي من خلال استقراء التعريف العام للممتلكات الثقافية، والمعاهدات والاتفاقيات المنظمة لحمايتها في حالات النزاع المسلح، ورصد التدمير الذي حل بالممتلكات الثقافية العراقية، كما يتبع المنهج التحليلي لتحديد دور الإعلام الجديد في حماية الممتلكات الثقافية.

مقدمة
يمثل التراث والممتلكات الثقافية بكافة أشكالها ذاكرة الشعوب الجمعية التي تنتقل من جيل إلى جيل، فتمتزج بملامح الشخصية الوطنية وسماتها القومية المتميزة. كما أن الآثار تشكل حلقة من حلقات التطور الثقافي والحضاري، وما يؤكد ذلك أن ضياع أي أثر أو فقدانه يمثل خسارة كبرى لا للدولة صاحبة الأثر فحسب بل للإنسانية جمعاء. وفي هذه الظروف فإنه ليس من الغريب أن نجد أن الحروب أخذت تشكل خطراً على الآثار وقيمتها، إذ تدمر الآثار والممتلكات الثقافية والتراث لدول كثيرة بحجة الضرورات العسكرية.
وإذا كان الإعلام يضطلع بمسؤولية وطنية وقومية ولا سيما في البلدان والمجتمعات التي تخوض صراعاً شاملاً لمواجهة الاستعمار الجديد وأدواته الإقليمية والدولية، كما يحدث اليوم في العديد من بلدان الوطن العربي، فإن الإعلام يتحول بحكم الضرورة إلى قوة شديدة التأثير، وتكون من أولويات مهماته ليس ضخ الأخبار العاجلة الميدانية أو الملاحقة الفورية للأضاليل الإعلامية المعادية ودحضها بالصوت والصورة والوثائق وحسب، وإنما بالدفاع عن مكونات الذاكرة الوطنية القومية وفي مقدمتها الموروث والتراث الثقافي والحضاري، وبالتالي الدفاع عن الهوية المهددة بالتدمير والتشويه. وبدلاً من قيام المنظومة الإعلامية بدور فعال في التعريف بالتراث الحضاري، والمساهمة المؤثرة في الحفاظ على الهوية وترسيخ مكوناتها في المجتمع، فإنها تتجاهل شيئاً فشيئاً هذه المكونات، رغم أن التدمير المتعمد للآثار وأماكن العبادة والأعمال الفنية هو مظهر من مظاهر الانزلاق إلى هاوية الحرب الثقافية الشاملة.


الإعلام الجديد، التراث الحضاري، الممتلكات الثقافية، النزاع المسلح، العولمة، الهوية الوطنية.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


عمل جيد وفقكم الله.