مدونة لبات الدخيل


آفاق تطوير الخطاب الإعلامي -ج1-

لبات الدخيل | Labat Edkhil


17/11/2021 القراءات: 1862  


اولا علينا الاعتراف أن هناك واقع اعلامي اتصالي جديد .. نعترف أن قواعد الممارسة الاعلامية لحقتها العديد من الشوائب المؤثرة نعترف أن مستوى التردي في الخطاب الاعلامي قد وصل حدا لم يصله من قبل نعترف أن هناك تغيرا واضحا في أنماط التلقي نعترف أننا عاجزين عن مواجهة هذا التحدي الرقمي الكاسح والتعايش معه بشكل إيجابي نعترف أننا سلبيين أحيانا في التعاطي مع البيئة الالكترونية نعترف أن اعتمادنا على الاخبار الرقمية فقط قد يزيد من احتمال اغتصاب وعيينا وحشوه بالاخبار المزيفة والمفبركة والمضللة نعترف أيضا أن الاعلام التقليدي لم يستطع بعد مجاراة وسائل التواصل الاجتماعي في تسارع وتيرة التطور نستطيع أيضا أن نعترف أننا مسؤولين جميعا بشكل أو بآخر عن حالة التردي والانحطاط الذي وصل إليه الخطاب الإعلامي في عمق كل هذا، واستنادا الى حقيقة المشهد الاعلامي .. دعونا نطرح الأسئلة التالية علها تزيد من محاولتنا تفكيك بنيات هذا الواقع الاتصالي المشتبك .. ماهو نوع الاعلام الذي نريد وماهو الاعلام الذي نحتاج ؟ وهل هذا الاعلام الذي يحاصرنا اليوم هو الذي نستحق؟؟ وقبل أن نفكر جميعا في الاجابة أقول : عندما ننظر الى اختياراتنا اليومية للأخبار ومعرفة ماذا يستهوينا بالضبط من المواد الاعلامي المتاحة وتقييم محتوها ، حينها تماما يمكن معرفة ماهي الصحافة التي نريد وماهو الاعلام الذي نحتاج ومعرفة أيضا نوع الاعلام الذي نستحق وبالتالي يمكن القول أن هذا الواقع الاعلامي المقلق الذي نعيشه ماهو إلا مرآة عاكسة لرغباتنا وانتظاراتنا ومستوى تفكيرنا .... في سياق منفصل ... لا زلت مصرا أن معظم الباحثين والمتخصصين في مجال علوم الاعلام لا زلوا يقدمون الدواء الخطأ لنفس المريض .. فهناك مزاج عام وعبق مشترك بين الجميع ينبض بالاحباط وخيبة الامل من هذا الواقع الاعلامي سواء في التنظيم أو في الخطاب وحتى التشريع .. تجاه تدني جودة المنتوج ورداءة الممارسة .. وبالتأكيد هذا الواقع قادنا الى أزمة قيمية مجتمعية معلنة تغيرت معه العديد من معايير العمل الاعلامي في الزمن الرقمي ... وانتقلنا مجبرين مكرهين من سؤال ماذا تفعل بنا وسائل الاعلام الى سؤال بديل هو ماذا نفعل نحن بوسائل الاعلام ؟؟ صحيح أن التقنية لا تفرض علينا شيئاً، لكنها تقترح علينا كل أشكال الزلل وموبقات الرداءة فإما أن تكون لنا مناعة ونتدبَّر أو نخوض مع الخائضين في مستنقعات الانحطاط والسفاهة .. ومن هنا أسأل : هل كلنا لدينا المناعة لذلك لنتذبر ؟ وما حدود مقاومتنا لكل المغريات الرقمية التي تحاصرنا ؟؟ أن ما يحدث اليوم في المشهد الاعلامي يخدم بشكل أو بآخر مكبرات صوت التفاهة والغوغاء والرداءة .. لعدة اعتبارات يتحمل الجمهور أو المتلقي المسؤولية الكبيرة فيها من جهة .. ومن جهة أخرى تعود لعدم قدرة الصحافة الجادة في فرض نفسها في الميدان والتعايش مع الواقع الرقمي الجديد مما أدى إلى عزلتها وانفصالها عن المجتمع أحيانا كثيرة .. لقد افضى بنا هذا الواقع إلى بروز نتوءات مجتمعية غائرة أبرزها فقدان ملكة التحليل والنقد لدى الفرد في زمن الصورة والصوت .. وتعدد منابع المعلومات والخيارات .. وحتى لا نكون عدميين أو سلبيين .. ففي اعتقادي أن هناك تفسير واحد لما نعيشه اليوم إعلاميا وهو أن كل الذي يحدث لا يعدو أن يكون أحد مخلفات الصدمة الرقمية الذي نعيشها الآن .. وبالتالي قد تكون هذه العتمة بمثابة صائفة ثقيلة زائلة مع احتكاكنا اليومي بالألة والالتصاق بخياراتها المتاحة ومعرفة أضرارها عن كثب والاستهداء على البدائل الحقيقية التي من شأنها رمي طرق النجاة من هشاشة الممارسة ورداءة المحتوى (مارشال ماكلوهان قال قولته الشهيرة سنة 1962 العالم أصبح قرية صغيرة).. في انتظار أن تتحمل الصحافة الجادة سواء كانت اعلاما تقليديا أو حديثا مسؤوليتها وتحديث نفسها لقيادة المجتمع نحو التنوير والتخليق كما عرفت بذلك كمهنة نبيلة منذ بداياتها. ما زال 59٪ من الأشخاص يفضلون قراءة الأخبار عبر الإنترنت بدلاً من الاستماع إليها أو مشاهدتها. أكثر من ثلاث مليارات نسمة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ، وما يقرب من 40℅ من سكان الكوكب ينخرطون بمتوسط ساعتين كل يوم في عالم وسائل التواصل الاجتماعي . • هناك أكثر من 300 مليون صورة تم تحميلها على Facebook كل يوم. • في المتوسط، يتم إنشاء 5 حسابات Facebook في كل ثانية. و إليك بعض احصائيات يوتيوب الحالية يتم تحميل 300 ساعة من الفيديوهات كل دقيقة على YouTube. هناك أكثر من 5 مليار مشاهدة للفيديوهات كل يوم. إليك بعض إحصائيات انستقرام الحالية • لدى انستقرام أكثر من 800 مليون مستخدم نشط شهريًا. • عدد مستخدمي الانستقرام النشطين يوميا أكثر من 500 مليون. • في المتوسط ، يتم تحميل 95 مليون صورة على انستقرام يوميًا. • يتم التفاعل و عمل حوالي 4.2 مليار إعجاب كل يوم. إليك احصائيات واتس اب الحالية هناك ما يقرب من 320 مليون مستخدم نشط يوميًا على واتس اب. في المتوسط، يسجل مليون شخص على واتس اب يوميًا. يتم إرسال 42 مليار رسالة تقريبًا ويتم مشاركة 1.6 مليار صورة عبر تطبيق واتس اب يوميًا. 


الخطاب الإعلامي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أعترف معكم أستاذ لبات أنني من المهتمين بالخطاب الحديث،وأعترف أيضاأن لغتكم في المقال تماشت مع خطابي،وأن ماتفضلتم به قول حق فتح الباب للتفكير بحلول على الأقل للجيل الجديد،الذي سواء انتبه أم لم ينتبه مازالت دماغه تحشى بماهب ودب،حتى يخرج إلينا غدا كائن لانعرفه ولايعرفنا فينفصل عنا وننفصل عنه. (همسة:إننا مسؤولون ), بانتظار المقال التالي،دمتم بخير. إضافة: https://youtu.be/UBLTHcV8RWc