مدونة د.حسن ربحي حسن مهدي


البحث : البحث الكمي والبحث الكيفي

حسن ربحي حسن مهدي | hasan rebhi hasan mahdi


14/06/2021 القراءات: 2151  


ماذا نقصد بكلمة "بحث"؟

وماذا يعني أن نقوم ببحث؟



إن كلمة بحث تعني منظومة من العمليات نسعى من خلال لجمع البيانات وتحليلها وربطها للحصول على معلومات تساعد في تكوين قاعدة معرفية كحلول لمشكلات عديدة تواجهنا.


وللبحث طرق ومناهج مختلفة تسمى طرق جمع البيانات ومعالجتها وصولا للنتائج المقبولة علميًا .

وقد يكون تحليل البيانات كميا يعتمد على التحليل الاحصائي للبيانات ، وقد يكون وصفيًا يعتمد على الوصف اللفظي الذي لا يستخدم الأرقام كثيرًا.

وتقوم عملية جمع البيانات التي تميز البحث العلمي على ثلاثة عناصر هي:

1- عينة نجمع منها البيانات ( كتب ، أفراد ، مؤسسات..)

2- تصميم يساعدنا في جمع البيانات ( كيفي... ارتباطي... تجريبي ... شبه تجريبي...)

3- وأدوات نجمع بها البيانات من العينة التي اخترناها.

ويترتب على البحث الحصول على معرفة جديدة أو تطوير أو تعديل أو اضافة معرفة الى معرفة قائمة وتتراكم المعرفة نتيجة لتتابع البحوث وتطورها

كما ان التقدم والتطور الحاصل في المجتمعات المختلفة ما هو الا محصلة لتراكم المعرفة في جميع مجالات العلم

ولذلك يمكن القول إن البحث العلمي هو أساس تقدم وتطور البشرية ، ورغم أن مصادر المعرفة متعددة وكثيرة منها: الخبرة، أهل المعرفة، التفكير الاستقرائي والتفكير الاستنباطي ، إلا أن البحث العلمي هو أهم مصدر للحصول على المعرفة الموضوعية.

ويتصف البحث بشكل عام بـ:

الموضوعية : الموضوعية ترتبط بإجراءات جمع وتحليل البيانات دون تدخل خصائص الباحث الذاتية.

الدقة : وتتحقق باستخدام لغة علمية فنية بغرض توصيل معنى محدد للقارئ.

التحقق: حيث يخضع البحث ونتائجه للنقد والتأكيد أو التفنيد أو الرفض من قبل الملأ.

الإمبيريقية : أي الاسترشاد بالشواهد والأدلة التي نحصل عليها من الاجراءات المنظمة الموضوعية وليس من الخبرة الشخصية أو الأمور الرسمية فالاعتماد هنا على الأدلة

التفكير الاحتمالي: فنتائج البحوث ليست مطلقة واحكامها صادقة دون أي شك ، فاليقين في البحوث التربوية والاجتماعية ليس ممكنا بشكل عام ، بل انه ليس ممكنا كذلك في العلوم الطبيعية وحتى اليقين النسبي أمر غير ممكن ، وكل ما هو ممكن هو المعرفة الاحتمالية

فلا يجوز أن نقول أن الاحباط يؤدي الى العدوان ولكن نقول من المحتمل أن يؤدي الاحباط الى العدوان

مصادر المعرفة كثيرة ومتعددة ، أهما :

1- الخبرة : فكل واحد منا لديه الخبرة الكافية في مجال عمله أو محيط أسرته ولكن تبقى هذه الخبرة محل قصور فتأثر فرد بحدث ما يعتمد على شخصيته وكثيرا ما يحصل فردين على خبرات مختلفة من الموقف الواحد.

2- أهل الثقة والحجة : مثل الخبراء والمصادر الرسمية أو الحكومية

3- الطريقة العلمية :التي تعتمد على الوصف والتفسير والتنبؤ والتحكم وتشمل الطريقة العلمية :

- الشعور بالمشكلة

- تحديد المشكلة

- جمع المعلومات

- صياغة الفروض

- تصميم مسار للحل

- اختبار الفروض

- تحليل بيانات الاختبار

- تفسير وحل المشكلة

مفهوم البحث التربوي:

تعتبر التربية ميدانا للبحث تختبر فيه النظريات العلمية وتحدد فيه العلاقات عمليا وتحليليـا، وتقوم فيه الممارسات التربوية. وتعتبر التربية كذلك ميدان ممارسـة يتركـز حول التدريــس والتعلم، ويتضمن أساليب وممارسات تؤثر في التدريـس مثل تطويـــر المناهـج والكتــب أو إدخال تعديلات على الإدارة والإشراف . والمعرفة التربوية القائمة على البحث تعكس ثنائية التربية كميدان للبحث وميدان للممارسة.

وعليه فالبحث التربوي يسعى لدراسة ظاهرة أو مشكلة تربوية ما بطريقة علمية , والتعرف على العوامل التي أدت إلى وقوعها , من ثم الخروج بنتيجـة أو التوصـل إلى حـل أو علاج لتلك المشكلة.

فالبحث التربوي هو محاولة منظمة تهدف إلى التوصل إلى حلول للمشكلات التربوية في مجالاتها المختلفــة : المنهاج , الكتب , الإدارة المدرسية و التربوية , وطرق التدريس , والإشراف و التوجيه التربوي .....الخ

ويصنف البحث التربوي كما يلي :

ا- بحث أكاديمي ، وبحث مهني :

حيث يرتبط البحث الأكاديمي بطلبة الدراسات العليا ( الماجستير والدكتوراة) ولا يجوز للباحث هنا أن يبحث في موضوع بعيد عن تخصصه أو متداخل مع مجال بحثي آخر.

كما يرتبط البحث المهني بالبحوث التي ينفذها الباحثون بعد حصولهم على درجة الدكتوراة وهنا يجوز للباحث أن ينفذ بحوث بعيده عن مجال تخصصه ولكن تنصب في بؤرة اهتمامه ، وبالتالي يجوز للباحث أن يبحث في موضوع متداخل في أكثر من مجال بحثي.

2- بحث كمي ، وبحث كيفي:

البحث الكيفي:

يهتم البحث الكيفي بالظاهرة الكيفية أو النوعية , فعلى سبيل المثال, عندما نهتـــم بفحــص الأسباب التي تقف وراء السلوك الإنساني ، فغالبا ما نتحدث عن بحوث الدافعية وهي نوع من البحوث الكيفية أو النوعية وهذا النمط من البحوث يهدف إلى اكتشاف حوافز ورغبات أساسية , باستخدام مقابلات عميقة لهذا الغرض أو اختبارات تداعي الكلمات أو اختبارات إكمال الجمل, أو اختبارات إكمال القصة أو أية أساليب اسقاطية أخرى. فالبحث النوعي مهم بصورة خاصة في العلوم السلوكية حيث يكون الهدف منه اكتشـــاف الدوافع الأساسية للسلوك الإنساني . ومن خلال هذه الأبحاث يمكننا تحليل العوامـــــل المختلفة التي تدفع الناس كي يتصرفوا بأسلوب معين, أو التي تجعل الناس يحبون شيئـا أو يكرهون شيئا معينا.


البحث، البحث الكمي، البحث الكيفي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع