مدونة أحمد محمد محروس القطوري


الثبات على منهج الإسلام

أحمد محمد محروس القطوري | ahmed mhmed mhros alqtory


15/07/2021 القراءات: 2884  


يوجهنا الله- عز وجل-، أن نقبل على منهج الإسلام بكامله، كما قال تعالى: ﭐﭐ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، وأن نثبت على هذا المنهج، فلا نغير، ولا نبدل، ولا نجعله عرضة للأهواء، كما قال تعالى: (ﭐ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ...) ، وقال تعالى: (ﭐ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )، وقال تعالى: ﭐ (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
ومن الثبات على منهج الإسلام أن يبتعد المسلم عن الزيادة في دين الله- عز وجل-، أو تحريفه، أو نقصانه، فكل هذه الأمور مردودة على صاحبها؛ لأن الله- عز وجل-، قد أتم لنا الدين، قال تعالى:ﭐ ﭐ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) ، ومن عمل عملا مخالفا لنهج رسول الله– صلى الله عليه وسلم –، فعمله مردود عليه، فعن عائشة(رضي الله عنها)، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". أخرجه مسلم(1718)
ولابد من الاختبار حتى يعلم الله- عز وجل-، صدق المسلم في الثبات على دينه، قال تعالى:( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )، وابتلى الله- عز وجل-، الأنبياء، والصالحين؛ فثبتوا على دينهم، وقص القرآن الكريم علينا كثيرا من قصصهم؛ لنعتبر بهم، ونثبت على هذا الدين، كما قال تعالى:) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وقال تعالى: (ﭐ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)
وعلمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، الثبات في العبادة كما كان يفعلها- صلى الله عليه وسلم-، فقال: "لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه". أخرجه مسلم(1297)
وعلى المسلم أن يسلك السبل التي توصله إلى الثبات على هذا المنهج والتي منها:
1. الثبات على الطاعة: كما قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)، يقول الطبري: أي: "من طاعتنا والانتهاء إلى أمرنا".(جامع البيان:8/529)
2. التصديق بالقرآن الكريم، والعمل بما جاء فيه: كما قال تعالى: ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
3. مراقبة الله على الدوام: وهي أن يعبد المسلم الله- عز وجل-، ويعلم أنه مطلع عليه في جميع أحواله، كما قال– صلى الله عليه وسلم –، "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك". أخرجه البخاري(50)
4. الاستقامة على التقوى: فإن رسول الله– صلى الله عليه وسلم –، قد أوصى أبا ذر بقوله: "اتق الله حيثما كنت". أخرجه الترمذي(1987)
5. تزكية النفس: لما كانت النفس من أشد أعداء الإنسان، كان على الإنسان أن يزكيها، والله- عز وجل-، فطر الإنسان على تمييز الخير من الشر، حتى ولو كان أميا، قال تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)، ولكن النفس إذا تركها الإنسان لهواها ولم تتبع طريق الحق ضلت وغوت ،إلا بالاجتهاد والتزكية والثبات على ذلك: قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) ، والنفس تحتاج لمن يزجرها، ويكبح جماحها؛ حتى تفوز بالجنة، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
6. كثرة الدعاء:ﭐ قال تعالى:( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، وهي الدعوة الخالدة بطلب "التوفيق على الثبات". ينظر: (جامع البيان:1/171)، وقال تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) ، وكما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم-، فلقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، يكثر أن يقول: "اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك". أخرجه البخاري في الأدب المفرد (683)، وقوله- صلى الله عليه وسلم-،: "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها". أخرجه مسلم(2722)
وإذا تتبع المسلم نهج القرآن والسنة، وعمل بجميع شرائع الإسلام- قدر استطاعته-؛ فإن الله- عز وجل-، يثبته في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما قال تعالى: ﭐ (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ...)، فاللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك.


الثبات الإسلام القرآن السنة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع