مدونة أحمد محمد محروس القطوري


أعظم مدرسة لتربية القادة على مر التاريخ

أحمد محمد محروس القطوري | ahmed mhmed mhros alqtory


19/09/2021 القراءات: 2679  


تعد هذه المدرسة أفضل مدرسة لتربية القادة على مر التاريخ بشهادة كثير من العلماء، والباحثين، وتميزت بمناهجها عن المدارس الحكومية، والدولية، والأهلية.
معدل القبول بها:
(شهادة أن لا إلـــــه إلا الله، وأن محمدا رسول الله)، وهو المعدل الذي لم يتكرر في أي مدرسة أخرى على مر التاريخ، والعصور.
الأوراق المطلوبة للالتحاق بها:
انتهى التقديم بالمدرسة، ولكن مناهجها متاحة لكل مسلم.
أستاذها: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وكان -صلى الله عليه وسلم-، يجيد فن القيادة، وتربية القادة الذين سيغيرون واقع المجتمع من مبادئ الظلام إلى نور الإسلام.
اسمها: مدرسة الأرقم بن أبي الأرقم.
من هو الأرقم بن أبي الأرقم؟
هو الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله المخزومي ابن عمر بن مخزوم بن يقظة المخزومي.
مكانته في الإسلام:
هو صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان من السابقين الأولين، وقد استعمله رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، على الصدقات، وأعطاه دارا بالمدينة.
وقد شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، ومات بالمدينة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص؛ لأنه أوصى به (رضي الله عنهما)، وله بضع وثمانون سنة.
عدد طلابها:
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يعلم بها الصحابة، وعنده قريب أربعين نفسا، ما بين رجال ونساء، منهم حمزة وأبو بكر الصديق وعلي ابن أبي طالب.
موقعها:
وتقع مدرسة الأرقم بن أبي الأرقم عند جبل الصفا، وهى باقية إلى الآن، ولكنها غير مشهورة بالأرقم، وإنما اشتهرت بالخيزران؛ لأنها صارت إليها، وسبب اشتهارها بالخيزران؛ لأنها صارت للمهدي فوهبها لامرأته الخيزران أم موسى الهادي، وهارون الرشيد، فبنتها وجددتها فعرفت بذلك.
أسباب اختيارها:
ومن أسباب اختيارها؛ لتكون مركزا للدعوة:
- لأن صاحبها شابا صغيرا لا يعلم بإسلامه أحد من قريش.
- لم يتوقع أحد من أهل مكة أن يجتمع المسلمون الجدد في دار الأرقم؛ لأن الأرقم من بني مخزوم، وهي قبيلة تنافس بني هاشم في السلم والحرب، ولا يعقل أن يجتمع محمد وأصحابه في دارهم، ولم يعلم بني مخزوم بإسلام الأرقم.
مناهج الدراسة فيها:
كان المسلمون يتعلمون فيها القرآن، والسنة، وأحكام الدين، وشرائعه، وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، يقوم بتربيتهم التربية الإيمانية؛ حتى يتحملوا الآلام والبلاء في سبيل دينهم وعقيدتهم.
أهميتها في الإسلام:
اتخذها رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، مركزا للدعوة السرية، وكان يلتقي فيها بالمسلمين؛ لكي يعبدوا الله-عز وجل-، بعيدا عن أنظار قريش.
مكانتها التربوية في الإسلام ودورها في خدمة المجتمع:
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، يعد فيها الصحابة (رضوان الله عليهم) أجمعين إعدادا تربويا؛ حتى يتحملوا مسؤولية نشر الدعوة إلى الله-عز وجل، وكان يتلوا عليهم ما جاء به الوحي، فيعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، ويعلمهم أمور العبادة.
وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ينظر إلى هذا الجيل نظرة خاصة، ويعدهم لقيادة الأجيال القادمة، إعدادا شاملا لمستوى الرسالة والدعوة، فكريا، وتربويا، ودينيا، وكان يبلغهم الوحي، وكانوا بالسليقة والفطرة أقدر الناس على تفهم أسلوب القرآن, وكانت صدورهم أكرم وعاء طاهر نقي صاف, يعي ويحفظ ما جاء به الوحي الأمين, وكانت عقولهم وقرائحهم نقية صافية واسعة الفهم عميقة الإدراك، ولقد أثمرت فيهم هذه التربية، وظهرت النتائج جليا في المناقشة التي دارت بين النجاشي وسيدنا جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه).
وقد أدرك تلاميذ هذه المدرسة الدور الملقى على عاتقهم، فاتجهوا إلى الله- عز وجل-، وعزفوا عن الدنيا، وزينتها، ورغبوا فيما عند الله.
وقد قدمت مدرسة الأرقم بن أبي الأرقم خدمة جليلة للإسلام في أول عهده، وفاقت أعظم مدارس الدنيا، وجامعاتها، وخرجت أعظم رجال عرفهم التاريخ.
من المراجع:
- سير أعلام النبلاء، الذهبي.
- أسد الغابة، ابن الأثير.
- السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، أبو شُهبة.
- البداية والنهاية، ابن كثير.
- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تقي الدين الفاسي.
- صحيح الأثر وجميل العبر، السلمي.
- السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، أحمد غلوش.
- السيرة النبوية-دروس وعبر، مصطفى السباعي.
- الدعوة الإسلامية في عهدها المكي: مناهجها وغاياتها، رؤوف شلبي.
- الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية بترتيب أحداث السيرة النبوية، محمد بن طه.
- الجامع الصحيح للسيرة، سعد المرصفي.
- المختصر في أخبار البشر، ابن كثير.


أعظم، مدرسة، التاريخ.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع