مدونة هاشم علوي عبدالله مقيبل


الاعلام في اندونيسيا واثره على الاسلام

د . هاشم علوي عبدالله مقيبل | Dr. Hashim alwi abdullah mogaibel


05/10/2024 القراءات: 49  


ذكر المؤرِّخ هاري بندا في بعض مقالاته أن "تاريخ إندونيسيا المعاصر هو تاريخ انتشار جماعة المسلمين المتشدِّدين في البلاد". وأكَّدت ذلك دراسة أعدَّها عام 2002 الباحث سيف الموجاني؛ حيث وجد أنَّ التديّن يزداد في المجتمع الإندونيسي، وأنَّ 97.2 في المائة من الاندونيسيين يؤمنون بالله، وأنَّ نحو 88 في المائة المسلمين الإندونيسيين يلتزمون بأداء الفرائض الدينية ويواضبون على أداء الصلاة، هذه المعلومات نقلها اندي بوديمان مدير تحالف الصحفيين المستقلين في اندونيسيا.

هذا الانتشار للدين والالتزام يقلق التوجه الليبرالي في اندونيسيا ويسبب لهم نوعا من الاضطراب النفسي، فهم يحاولون بقدر المستطاع أن يظهروا الدين بأنه خرافة أو أنه تشدد وتفجير فقط لا غير.

من هذا المنطلق ظهر دور الإعلام وخصوصا السينما والأفلام، والتي تستخدم اليوم على نطاق كبير وواسع، وتتابعها طائفة كبيرة جدا من الشباب ذكورا وإناثا، ولا يقتصر الأمر على إندونيسيا فقط، بل يتوسع الأمر لانتشار السينما الاندونيسية حتى الى البلدان العربية!
ولنحاول الإجابة عن بعض الأسئلة بهذا الخصوص:
هل تؤدي تلك الأفلام رسالتها بأمانة، وهل هي ملتزمة بميثاق جاكرتا للإعلام؟

الواقع المعاش يثبت عكس ذلك تماماً، فليس هناك أي إلتزام بمبادئ ميثاق جاكرتا للإعلام ولا بمراعاة حال الأغلبية المسلمة، فبعض الاعلام يتكلم بتجرد تام من غير مراعاة مشاعر المسلمين، او حتى مراعاة ما يعتقده الغالبية المسلمة، فبعض الأفلام تحاول محاكاة يوم القيامة وما يحدث فيه ورغم أن هذه الأمور من الغيبات، وبعض الأفلام تحاول التشكيك في العبادات والصلاة وتحاول أن تظهر أنها لا تنفع شيئا ضد السحر والشعوذة!!

واخر هذه الأفلام فلم يتحدث عن عذاب القبر، حيث يظهر ذلك الفلم أن عذاب القبر خرافة وأن الدين يبنى على التخويف، وهذه الرسائل المبطنة تؤثر سلبا في عقل الشباب المسلم في اندونيسيا، ومحاولة اظهار الدين بأنه مبني على التخويف والتشدد يحاولون من خلال ذلك تشويه صورة الدين لا غير، فالاسلام كما تحدث عن عذاب القبر في حق العصاة تحدث ايضا عن روضة القبر للصالحين ورؤية مكانهم في الجنة، والبشارات وتوسع القبر وغير ذلك!!

فالليبرالي لا يهمه ولا يشغل باله الا السعي لتشويه صورة الدين وابعاد الناس عن سلوك طريق الهداية فهذه طريقة شياطين الإنس!
وللنشر هنا بعض مواد ميثاق جاكرتا للإعلام ونقارنه بواقع الإعلام الإندونيسي اليوم:
المادة (1):
    الإلتزام:
    (أ) بترسيخ إيمانه بقيم الإسلام ومبادئه الخلقية.
    (ب) بالعمل على تكامل شخصيته الإسلامية.
    (ج) بتقديم الحقيقة له خالصة في حدود الآداب الإسلامية.
    (د) بتبيين واجباته له تجاه الآخرين وبحقوقه وحرياته الأساسية.
المادة (2):
    يعمل الإعلاميون على جمع كلمة المسلمين ويدعون إلى التحلي بالعقل والأخوة الإسلامية والتسامح في حل مشكلاتهم ويلتزمون:
    (أ) بمجاهدة الإستعمار والإلحاد في كل أشكاله والعدوان في شتى صوره والحركات الفاشية والعنصرية.
    (ب) بمجاهدة الصهيونية واستعمارها الإستيطاني وأشكال القمع والقهر التي يمارسها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
    (ج) باليقظة الكاملة لمواجهة الأفكار والتيارات المعادية للإسلام.
المادة (3):
    يلتزمون:
    (أ) بالتدقيق فيما يذاع وينشر ويعرض حماية للأمة الإسلامية من التأثيرات الضارة بشخصيتها الإسلامية وبقيمها ومقدساتها ودرء الأخطار عنها.
    (ب) بأداء رسالتهم في أسلوب عف كريم حرصا على شرف المهنة وعلى الآداب الإسلامية.
    فلا يستخدمون ألفاظا نابية ولا ينشرون صورا ولا يتعرضون بالسخرية والطعن الشخصي والقذف والسب والشتم وإثارة الفتن ونشر الشائعات وسائر المهاترات.
    (ج) بالإمتناع عن إذاعة ونشر كل ما يمس الآداب العامة أو يوحي بالإنحلال الخلقي أو يرغب في الجريمة والعنف والإنتحار أو يبعث الرعب أو يثير الغرائز سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.
    (د) بالإمتناع عن إذاعة ونشر الإعلان التجاري في حالة تعارضه مع الأخلاق العامة والقيم الإسلامية.
المادة (4):
يلتزمون بنشر الدعوة الإسلامية والتعريف بالقضايا الإسلامية والدفاع عنها وتعريف الشعوب الإسلامية بعضها ببعض والإهتمام بالتراث الإسلامي والتاريخ والحضارة الإسلامية ومزيد العناية باللغة العربية والحرص على سلامتها ونشرها بين أبناء الأمة الإسلامية وبالخصوص بين الأقليات الإسلامية.
    وبإحلال الشريعة الإسلامية محل القوانين الوضعية لاسترجاع السيادة التشريعية للقرآن والسنة.
    ويتعهدون بالمجاهدة من أجل تحرير فلسطين وفي مقدمتها القدس وكافة الأقطار الإسلامية المضطهدة.
    ويلتزمون بتثبيت فكرة الأمة الإسلامية المنزهة عن الإقليمية الضيقة والتعصب العنصري والقبلي واستنهاض الهمم لمقاومة التخلف في جميع مظاهره وتحقيق التنمية الشاملة التي تضمن للأمة الإزدهار والرقي والمناعة.


اعلام- اندونيسيا - الاسلام - عذاب القبر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع