مدونة لطفي عبد المجيد كوكي


أثر الأذكار والدعاء في تربية النفس البشرية

د. لطفي عبد المجيد كوكي | lotfi abdelmajid kouki


15/03/2024 القراءات: 144  


بسم الله الرحمن الرحيم
لقد فطرت النفس البشرية عند الحاجة وغيرها بالإلتجاء إلى الله تعالى بالدعاء، وهذا الفعل هو أصل الحياة القائمة عليها النفس، قال تعالى:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ( البقرة:186).
جاء في تفسير السعدي رحمه الله قوله: "هذا جواب سؤال، سأل النبي ﷺ بعض أصحابه فقالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزل: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ لأنه تعالى، الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو قريب أيضا من داعيه، بالإجابة، ولهذا قال: ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ والدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة. والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه، وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق. فمن دعا ربه بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به، الموجب للاستجابة، فلهذا قال: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره، سبب لحصول العلم كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا"
وإن دل هذا فهو يدل على عظم قدر الذكر والدعاء لله تعالى موقنا بالإجابة، فالله تعالى واسع المغفرة، واليتذكر أن أمر الدعاء كله خير فإما:
1)- يستجاب له.
2)- وإما يدفع عنه ما يضره في الدنيا.
3)- وإما يدخرها له يوم القيامة.
أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم:" عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ" رواه مسلم(2999).
فتعويد النفس وتربيتها على الإلتجاء إلى الله تعالى في كل أمره خير دليل على حصول أثر في نفس الشخص بإذن الله تعالى.
والله الموفق.


التربية- الأذكار- الدعاء.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع