مدونة د .عبد الجبار سعد


الخيال المنتج للغة العامية

د .عبد الجبار سعد | abdaljabbar


07/02/2022 القراءات: 858  




تتميز اللغة العامية بكثرة التغيير وإضافة مفردات جديدة ، والكثير من مفرداتها الجديدة تتبع الانفعال وإبداع اللحظة الفردي التابع لموقف معيّن ، فاللغة العامية في كثير من تغيراتها تتبع الانفعال الفردي الذي يضيف مفردات جديدة إلى اللغة العامية ؛ لذلك لم يضع الشيخ جلال الحنفي الألفاظ العامية الموجودة في الشعر الشعبي في معجمه إلا قليلاً وذلك لكون الشاعر الشعبي منتج غزير للألفاظ الجديدة بحكم موقفه الانفعالي وضغط المتطلبات الفنية .
نتيجة لما تقدم يمكن القول أن اللغة العامية قابلة لتجديد مفرداتها ، فهي مطوّاعة لشحن الموقف الانفعالي بمفردات تسد عوزه التعبيري ، وهذه المفردات الجديدة قدّ تتكون عبر تشبيهات ينتجها الخيال ليعطي تلك الأصوات دلالاتها ، ولإيضاح كلامنا النظري نقدم مثالاً يوضح ما نريد ، وهو كلمة (طحج ) التي تدل على الشخص المترهل البطن الكسول ، والمعجمات العربية القديمة تكاد تخلو من مادة (طحج) مما يشير إلى أنّ مطلق هذه اللفظة اعتمد على موقف انفعالي أمام شخص مترهل البطن فبحث عن تشبيه معيّن يعبر به عن سخطه فساقه الخيال إلى كائن مترهل البطن كسول مكروه خيالي يسمى (طحج) فعقد التشبيه بينه وبين ذلك الشخص الواقعي ونعته بالـ(طحج ) تشبيها ثم دخلت هذه المفردة إلى ميدان الاستعمال واكتسبت دلالاتها ، والخيال لم يعمل بمعزل عن المناسبة الصوتية لاسم ذلك المتخيّل بل انتقى لها بنية صوتية توحي بالثقل ، وبهذا عمل الموقف الانفعالي وتناسق الخيال مع الدلالة الصوتية بالإضافة إلى الحرية في إضافة الكلمات التي تتمتع بها العامية ، فأنتجت تلك الكلمة واكتسبت دلالتها .


لغة - خيال - عامي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا جزيلا لكم .


اعتقد ان اللغة او اللسان هو متطور و مختلف بطبيعته من جيل الى جيل و من مكان الى مكان فاختلاف اللسان امر طبيعي . و السؤال الذي يجب ان يطرح كيف تحفظ لهجة او تبقى على مر الاجيال ؟! مثال لغة او لسان القرءان او فترة نزول القرءان الكريم مثلا .