مدونة رجب علي رجب دومة


لغة العرب وقاعدة الإسلام في القرآن العظيم

الدكتور/ رجب علي رجب دومة | D/RAJB ALI RAJB DUMA


04/11/2020 القراءات: 350  


الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى، وبعد فإن الكتاب العزيز نزل شريعة للناس، وحكماً بينهم، ومهيمنا على سائر ما قبله، ولكنه نزل باللسان العربي، ولا يستطيع فهم مناط أحكامه، ومعاني آياته من لم يمارس العربية كلاما، وفهماً، وإفهاماً، فهذه مُسلّمة ينبغي ألا تخفى على طلاب العلم، فضلا عن العلماء، ومن شريعة الله العدل في كل شيء، ومن درجات الدين الإحسان في كل شيء، وقد فصّل الله تعالى موضع كل منهما من الآخر، فقال تعالى:{إن الله يأمر بالعدل والإحسان}[النحل:90]، وأقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة متقاربة، وكلها تدور حول أن العدل هو أداء الحقوق، والإحسان هو التفضل، فلا يكون الإحسان قبل العدل، والعدل مصدر لفعل لازم عدَل يعدِل، فلزومه لنفس فاعله، وتعديه للأمة جمعاء بمنفعتها بذاك العدل الناتج عن نفس الإنسان لنفسه، وكما قيل الإنصاف عزيز، ولذلك تصرفت العرب في هذا الفعل بين اللزوم فكان مصدره على فُعول لأنه لازم، أي أن العدل إذا لم يكن في ذات الإنسان ونفسه قبل غيره فلا يمكن أن يصل لغيره، ثم بنوا منه عادِل،لمجيء العدْل، فكأنه لما استمرأ العدل في نفسه تعداه لغيره، ومع ذا فقد قالوا رجل عدْل وامرأة عدل، زيادة في تلبسهما بهذا الوصف، ومن أسماء الله جل في علاه العدل، ومع ذا فقد جعلت العرب من بناء هذا الفعل لازما فقط فقالوا عدُل ككرم، عدالة، أي صار العدل غريزة فيه، لا يزول ولا يحول، وذلك مع قولهم اعتدل الشعر، والميزان، لأنه قد يخرم، أو يميل، فهذه المعاني التي طالت عقول العرب فيها منتهى البيان والفصاحة عن معان محكومة ومضبوطة، فالعدل الذي في الآية مصدر يدل على تمام ذلك الحدث فهو مازال يتكرر ويتكرر مع الإنسان حتى عُبِّر عنه بالعمل، ومع أن الفعول يُعد حدثاً أيضا إلا أنه ليس بقوة الفَعْل، فالتعبير بالعدل دون العُدول، عدول عن اللبس، وبعد استقرار هذا المعنى وهو العدل،قال الله سبحانه وتعالى {والإحسان}...يتبع.


العدل- الإحسان- المصدر- الفعل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع