مدونة رجب علي رجب دومة


الشعراء الجاهليون وصدق اللغة في الوصف.

الدكتور/ رجب علي رجب دومة | D/RAJB ALI RAJB DUMA


03/11/2020 القراءات: 545  


قال لبيد في معلقته: من كل سارية وغاد مدجن وعشية متجاوب إرزامها فعلا فروع الأيهقان وأطفلت بالجلهتين ظباؤها ونعامها يصف للبيدا في هذين البيتين سحابة سرت ليلة كاملة وأخرى قد تحركت مع الفجر ليلتقيا عند ذلك الوادي الذي يعرفه، والغيث يحتاج إلى ريح تلقحه وليست كل ريح لقوح، فالشمالية محوة تبدد السحاب وتقشره، والصبا وهي الشرقية تلقحه وهي أحب الرياح إليهم، فكأن السارية أتت من جهة الغرب، والغادية من جهة الشرق ولكنها مظلمة في لونها زرقة لكثرة مائها، وسعة قاعدتها، فالتقتا عند واد عميق غير فسيح لتجاوب الرعد فيه فيظن من يسمعه أنه محيط به، والرزم شدة صوت الانفجار وهو صوت الرعد الشديد، فلم تلبث الأرض إلا قليلا حتى ارتفع الأيهقان وهو الجرجير البري وفِي ليبيا عندنا يسمونه ياهق، وهو نبت يرتفع عن الأرض ذو زهر بنفسجي بطعم حار لاذع محرك للبطن، فوصف لبيد رحمه الله للمطر والرعد ونبت الأيهقان وسرعة ارتفاعه وصف دقيق لا يكاد يخطئه من راوز الوديان ورادها.


لبيد- سارية- غاد-مدجن- الأيهقان.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع