مدونة رجب علي رجب دومة


موافقة القرآن الكريم لهوي العرب

الدكتور/ رجب علي رجب دومة | D/RAJB ALI RAJB DUMA


24/10/2020 القراءات: 359  


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وأما بعد، فقد ثبت في الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أرى ربك إلا يسارع في هواك"(صحيح البخاري،4788،مكنز)، والمتأمل لكتاب الله عز وجل يلمح في السور المكية خطابا مختلفا عما هو في السور المدنية، ومنشأ ذلك والله أعلم اختيار الله لأمة العرب لحمل هذه الرسالة الخاتمة، وهذا الفضل مبعثه الأول أخلاق العرب، وما جُبلوا عليه من صدق اللسان، وعلو الكعب في البيان، حتى إن الله تعالى قال فيهم:"بل هم قوم خصمون"[الزخرف] ومما تميز به العرب جميعا، وقريش خصوصا رحلة الشتاء والصيف التي ذكرها الله في سورة قريش، ولما كان السفر يحتاج لمعرفة السًبل والمفاوز، احتاج العرب لمعرفة الاهتداء بالنجوم، فقال الله تعالى في حقهم:"وبالنجم هم يهتدون"[ النحل] وسواء كان الاهتداء حسيا، أو معنويا، فإن العرب كانت ترصد النجوم، وتتعلم مواقعها، ومطالعها، وتهتدي بها في دروب الصحراء حيث لا أنيس إلا ناقة هي أشد معرفة لوردها الأول من صاحبها، وليست النجوم في السماء من حيث صورتها، ومن حيث فصل طلوعها، ونؤها هي بمنزلة واحدة عند العرب، فحبهم للثريا وذكرهم لها ليس كذكر الشولة من العقرب، أو كذكر الدبران أو تالي النجم، فكأنهم كانوا يحرصون ألا تغيب الثريا عن أعينهم، فبلغ حبهم للثريا أنهم متى أطلقوا لفظ النجم فثَم هي، وقد نزل القرآن موافقا لحبهم، معتنيا بولوعهم بها، مظهرا له ومبرزا فقال الله تعالى:"والنجم إذا هوى"[النجم] ولذلك ذكر كثير من المفسرين ومنهم ابن عباس أن المقصود بالنجم إذا هوى هو الثريا إذا غربت غروب النوء، وذلك أن ميعاد نوء الثريا إذا كتب الله فيه غيثا فإن ذالك العام عام ثروة وثراء، ولعله المقصود من قول أبي هريرة مطرنا بنوء الفتح.والله أعلم.


العرب، الثريا، النوء


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع