مدونة ياسر الدالي


(طعم الحُبّ) .. قصة قصيرة

ياسر الدالي | Yasser Addali


27/12/2021 القراءات: 2089  


طَعمِ الحُبّ..
✍️ ياسر الدالي.

كان يهاتفها أنه على بُعد خمسة أيامٍ من العودة، وأن قدومه سيكون مفاجأة العام للجميع، ازداد شوقها له، وفهِمتْ أن قدومه سيكون في الذكرى الرابعة لزفافهما، فقرَّرت أن تتزيَّن كعروسٍ لاستقباله، حرصت هي وصديقاتها على ذلك طوال اليوم، وأن تكون في الموعد كما يجب أن تكون أيُّ عروس، حطَّت السيارة رحالها أسفل القرية، نزل الكل لاستقباله والسلام عليه إلا هي فضَّلت أن تستقبله في غرفتها على طريقتها الخاصة، انطلقت الزغاريد على مقربةٍ من البيت، وضعت علامات استفهام في عقلها عند سماعها، حاولت تشتيتها بأنها فرحًا بعودته، لكن صوت الطبلة والدف أجبرها على الخروج لمعرفة الحقيقة، ليصدمها مشهد لا تتمناه أيُّ امرأة، زوجها يتأبَّط يد امرأةٍ أخرى في ثياب عروس يقف الزمن مع نظراتها الثاقبة له، يغلي داخلها كالمِرجل، تنفجر غيظًا، تصيح بأعلى صوتها :
- لِمَ فعلتها يا عصاااااااام، لِمَ فعلتها يا عصاااااااام؟ حرام علييييييك.
تجيبها عمّتها بكل برود:
- نشتي جِهّال يا خلوووود.
كانت هذه الكلمات الصدمة الثانية التي تتلقّاها خلود في تلك اللحظات، فتنسحب بكل هدوء وذهول إلى غرفتها، تغلق الباب على نفسها، تبكي، تنتحب، تصرخ.
تدق عمّتها الباب طرقات متصاعدة لتهبّ خلود من سريرها مذعورةً، الدموع تتساقط بغزارة من عينيها، تلتفت يمنة ويسرة، عرفت أنه كان مجرد كابوسٍ مزعج، مسحت دموعها وأصلحت من حالها، وفتحت الباب لتقابلها عمّتها بابتسامتها، واضعةً بين يديها فستان استقبال زوجها عصام مساءً.
جرت الترتيبات كما في الحلم، كأنها تراها أمام عينيها، بل وتُساق إليها سوقًا، وحين رأته ببدلةٍ رسميةٍ كأنه عريس توجَّست وخافت، دارت بنظرها حواليه، لم ترَ أيَّ امرأة، وحين ابتسم جرَت، احتضنته بكل قوة - مصيبةّ الجميعَ بالدهشة - همست في أذنه:
- أين هي أيها اللئيم؟!
استغرب عصام، وزوى حاجبيه وهزَّها من كتفيها قائلًا:
- خلود، عمَّن تتحدثين؟!.
حين لاحظَت جدِّيَّته، لاطفته وضحكت ضحكةً صفراء:
- لا شيء حبيبي.. لا شيء.


قصة قصيرة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع